عوين الزريقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عوين الزريقة

منتدى اسلامي تعليمي مع برامج اسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخلوة والإختلاط

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يعقوب الزريقي
Admin
يعقوب الزريقي


عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 33
الموقع : zraiga34.alafdal.net

الخلوة والإختلاط Empty
مُساهمةموضوع: الخلوة والإختلاط   الخلوة والإختلاط Icon_minitimeالثلاثاء يناير 05, 2010 12:57 pm

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله ..........
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } ، أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدى هدى محمد  وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار.



من المعلوم أن جريمة الزنا جريمة شنعاء خطرها عظيم وأن غاية الشيطان أن يوقع الرجل والمرأة في حضيض الفحشاء لكنه يسلك في تزيين الفتنة والإغراء بها مسلك التدرج عن طريق خطوات يقود بعضها إلى بعض وهي المعنية بقوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) } ( النور)
ومن رحمة الله "عز وجل" بنا أن شرع لنا من الأمور الوقائية التي تقطع دابر الفتنة بين الرجال والنساء وتكون هذه التدابير الوقائية بمثابة السد المنيع الذي يمنع وصول كلاً من الجنسين إلى الآخر صيانة لأعراضهم وحماية لهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة والسلامة لا يعدلها شئ .

• فمن الأسباب المفضية إلى الزنا والتي حرمها الشرع صيانة للأعراض والأنساب وحراسة للفضيلة والبعد عن الوقوع في الرذيلة:
(1) التبرج وخروج المرأة حاسرة عن مفاتنها .
(2) خروج المرأة متعطرة .
(3) إطلاق البصر إلى ما حرم الله .
(4) الخلوة بالمرأة الأجنبية .
(5) سفر المرأة بدون محرم .
(6) مصافحة المرأة الأجنبية .
(7) اختلاط الرجال بالنساء في شتى مناحي الحياة .
• فمن هتك هذه الموانع وتعدى هذه السدود وقع فيما حذر الله تعالى منه. وحديثنا سيكون عن الاختلاط وخطورته وأنه من أعظم الأسباب المفضية إلى الزنا.
• ويبقى هنا سؤال ما هو الاختلاط؟

تعريف الاختلاط
قال بعض العلماء:
• الاختلاط هو اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم في مكان واحد يمكنهم منه الاتصال فيما بينهم بالنظر والإشارة أو الكلام أو البدن من غير حائل أو مانعاً يدفع الريبة والفساد.
• والاختلاط باب من أبواب الزنا يلج الإنسان من خلاله إلى هذه الفاحشة والعفة حجاب يمزقه الاختلاط والذي هو بمثابة غدة سرطانية تسرى في كيان المجتمع فتوهنه وتضعفه.
جاء في بروتوكولات زعماء صهيون قولهم :
يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا- وأن فرويد منا نحن اليهود- وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى- عند الإنسان- شئ مقدس ويصبح همه الأكبر إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهدَّ الأخلاق".

نظرية فرويد تقول:
إن الاختلاط يهذب المشاعر ويقلل من فرصة الفتنة والاستثارة.




ولكن: رداً على هذه النظرية نقول :
• وهل تهذيب المشاعر وتقليل الفتنة والاستثارة في دول الغرب والتي تشجع على الاختلاط المفتوح قد هذبت! وأن الفتنة والإثارة وأدت كما يزعمون.. الحقيقة تثبت عكس ذلك. والشاهد والإحصائيات على جرائم الزنا خير دليل على أن الخلاص هو عدم الاختلاط.
• ومن المعلوم أن أشد الفتن على الرجال هي فتنة النساء ولذا حذر منها النبي  .
- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد عن النبي  :
" ما تركت بعدى فتنة هي أضر على الرجال من النساء ".
- وأخرج الإمام مسلم من حديث أبى سعيد الخدري عن النبي  قال:
" اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء ".

• ولهذا شرع لنا الدين التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها لكن هناك من يحاول تحطيم هذه الموانع والفواصل بين المرأة والرجل بدعوى التقدم والحضارة أو تأثراً بالغرب ودعاة الإباحة مثل فرويد ونجح القوم في غياب الوعي الديني أن يخترقوا هذه الحواجز ويزيلوا هذه الموانع فكان الاختلاط والذي يبدأ في رياض الأطفال مروراً بالمدارس والكليات وانتهاء بالاختلاط في العمل. فضلاً عن الاختلاط في وسائل المواصلات وشتى نواحي الحياة. فأصبح الاختلاط ظاهرة اجتماعية مألوفة وأن الدعوة إلى عدم الاختلاط يعُد تخلف ورجعية.

• أما علم دعاة الاختلاط أن الله  جبل الرجل للميل إلى النساء وجبل النساء للميل إلى الرجال مع وجود في كلاً من الجنسين ضعف ولين ومع وجود النفس الأمارة بالسوء ومع وجود الهوى الذي يعمى ويصم ومع وجود الشيطان الذي يأمر بالفحشاء والمنكر.










ومن صور الاختلاط المحرم والتي انتشرت في المجتمع الإسلامي
(1) اختلاط الأولاد الذكور والإناث بعد التمييز- ولو كانوا أخوه- في المضاجع فقد أمر النبي  بالتفريق بينهم في المضاجع.
- فقد أخرج أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي  قال:
" مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".
(2) اتخاذ الخدم الرجال واختلاطهم بالنساء والعكس.
(3) استقبال المرأة أقارب زوجها الأجانب أو أصدقائه في حال غيابه ومجالستهم والكلام معهم بلْ وممازحتهم (ولو كان صاحب أو صديق لأصبحت خلوه).
(4) الاختلاط في دور التعليم كالمدارس والجامعات والمعاهد والدروس الخصوصية.
(5) الاختلاط في وسائل المواصلات.
(6) الاختلاط في الوظائف والأندية والأسواق والمستشفيات.
(7) الاختلاط بين الجيران وفي الزيارات العائلية.
(Cool الاختلاط في الأعراس (الأفراح) والحفلات.

• لكن يبقى السؤال ما حكم الاختلاط؟
الجواب:
أنه حرام لأن هناك قاعدة تقول (الوسائل لها حكم المقاصد) فإذا كان الزنا حرام فكل وسيلة مؤدية إليه حرام..











أولاً: من القرآن

الدليل الأول : "قوله تعالى" :
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)) (الأحزاب 33)
ووجه الدلالة:
• أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله  الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن
" وهذا أعلى درجات الحجاب ".
• وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين لما هو متقرر أن العبرة (بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) ، فهذه الآية ليس فيها دليل على الخصوصية فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن فكيف يقال بجواز الاختلاط الذي نراه الآن مع قلة الوازع الديني عند كثير من النساء وخلعهن جلباب الحياء وخروجهن متبرجات سافرات مع قلة الغيرة عند محارمهن.
• وقد سمي الله مكث المرأة في بيتها قرارا وهذا المعني من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها فخروجها من هذا القرار يقضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه.
(التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في العمل لابن باز )

الدليل الثاني: قوله تعالي
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً (53)) ( الأحزاب 53)



 يقول صاحب الظلال في تفسير هذه الآية :
- تقرر هذه الآية أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" فلا يقل أحد غير ما قال الله.
- لا يقل أحد إن الاختلاط وإزالة الحجب والترخص في الحديث والنقاش والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب وأعف للضمائر وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة، وعلي إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف الهزيل الجهال المحجوبين ، لا يقل أحد شيئا من هذا والله يقول:
(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) ( الأحزاب 53 )
- يقول هذا عن نساء النبي  الطاهرات أمهات المؤمنين وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله  ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق .
- وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً فالقول لله سبحانه وكل قول آخر هراء لا يردده إلا من يجرؤ علي القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد. والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله وكذب المدعين. (أ.هـ).
 قال ابن جرير في تفسير هذه الآية:
وإذا سألتم أزواج النبي  ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ، يقول : من وراء ستر بينكم وبينهن .

الدليل الثالث: قوله تعالي:
{وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} ( النور )
وجه الدلالة:
أنه تعالي منع النساء من الضرب بالأرجل - وإن كان جائزا في نفسه - لئلا يكون سببا إلى فتنة الرجال وذلك بسماع صوت الخلخال فيثير دواعي الشهوة عندهم فكيف برؤية وسماع المرأة.







الدليل الرابع: قوله تعالي:
{وَرَاوَدَتْهُ الَتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)} ( يوسف )
وجه الدلالة:
أنه لمل حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامنا فطلبت منه أن يوافقها ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها وذلك في قوله تعالي:
{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } ( يوسف )

الدليل الخامس: قوله تعالي:
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } ( النور 30 ، 31 )
وجه الدلالة:
أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وأمره يقتضي الوجوب ثم بين تعالي أن هذا أزكي وأطهر ولم يَقْفُ الشارع إلا عن نظر الفجأة.
- فقد أخرج الحاكم في السنن أن عن علي  أن النبي  قال له:
" يا علي لا تتبع النظرة فإنما لك الأولي وليست لك الآخرة ".
• وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليها زنا
- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي  قال:
" العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا ".
• وإنما كان زنا لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها فتعلق في قلبه فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها.
• فإذا نهي الشارع عن النظر إليهن لما يؤدى إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط فكذلك الاختلاط ينهي عنه لأنه وسيلة إلى مالا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه.

• ومن المعروف أن المرأة عورة ويجب عليها ستر جميع بدنها لأن كشف شئ منه يؤدى إلى النظر إليها والنظر إليها يؤدى إلى تعلق القلب بها ثم تُبذل الأسباب للحصول عليها .

الدليل السادس: قوله تعالي:
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} ( غافر 19)
 فسرها ابن عباس  فقال :
هو الرجل يدخل علي أهل البيت بينهم المرأة الحسناء وتمر به فإذا غفلوا لحظها فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض وقد علم الله من قلبه أنه لو اطلع علي فرجها وأنه لو قدر عليها لزنى بها؛ ومن المعلوم أن عزل الرجال عن النساء يمنع ذلك كله.
وجه الدلالة:
أنه تعالي وصف العين التي تسرق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط ؟!

ثانياً : من السنة
الدليل الأول:
1- أخرج الإمام أحمد عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما:
" أنها جاءت النبي  فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك و صلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك و صلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي. قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصي بيت من بيوتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى ماتت ".
2- وأخرج ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الله بن مسعود عن النبي  أنه قال:
" إن أحب صلاه المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمه ".
وجه الدلالة من الحديث
أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول  بل ومع الرسول ، فلئن يُمنع الاختلاط من باب أولي .



3- وأخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله  :
" لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد وبيوتهن خير لهن " ؛ وفي رواية " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ".
4- وعند أبي داود وابن خزيمة عن ابن مسعود عن النبي  :
" صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها(1) وصلاتها في مخدعها(2) أفضل من صلاتها في بيتها ".
5- وعند الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أم سلمه بلفظ : " وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها ، وصلاتها في دارها خير من صلاتها في مسجد قومها ".

6- وعند أحمد عن أم سلمة أيضا بلفظ : " خير مساجد النساء قعر بيوتهن(3) ".
• فانظر أيها المسلم إلى ما يرشد إليه الحبيب الناصح نساء أمته وماذا يختار لهن فيقول بيوتهن خير لهن، وخير مساجد النساء مقر بيوتهن، وصلاتها في مخدعها خير من صلاتها في مقر بيتها.
• ونحن بالرغم من هذا نترك هذه التوجيهات السامية ونأذن لهن في الخروج لا إلي الصلاة في المساجد ولكن للشارع والإدارة والمحكمة والجامعة والى الشواطئ والمنتزهات.
• فهل يعقل أن تمنع المرأة من الذهاب لعبادة الله تعالى في المسجد مع تحجبها ثم يؤذن لها بالخروج عروسة عارية تخالط الرجال وتضاحكهم.
• إننا والله انقلبت أوضاعنا رأسا على عقب وذلك بإتباع أهواء النساء وطاعتهن وبعدنا عن منهج ربنا وإرشادات رسولنا  .
- واخرج الطبراني في الكبير عن ابن مسعود رضي الله عنه - عن النبي  قال:
" النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان فيقول انك لا تمرين بأحد إلا أعجبته وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضا واشهد جنازة وأصلى في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها ".
 قال الحافظ في الفتح (2/495)
ووجه كون صلاتها في الاخفي أفضل تحقق الأمن فيه من الفتنه ويتأكد ذلك بعد ما أحدث النساء من التبرج والزينة.
نقلاً من كلام فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ... بتصرف
_________________________________________
(1) حجرتها: الغرفة المعدة للجلوس ومقابلة الضيوف.
(2) المخدع: بيت المرأة الخاص بها للنوم وغيره .
(3) قعر بيوتهن: عمق البيت وداخله .

• الخلاصة:
إن البيت بالنسبة للمرأة هو حصنها الحصين ومحل استقرارها وراحتها وطمأنينتها وهو خير حجاب لها فلتلزمه ولا تغادره إلا لحاجة وضرورة وإذا خرجت فبالشروط المشروعة وبذلك تحافظ علي كرامتها وكرامة المجتمع.

• وقد أذن الشرع لخروج المرأة في حالات منها :
1- خروجها لقضاء الحاجة.
2- خروجها لصلاة الجماعة في المسجد.
3- خروجها للعيدين.
4- خروجها للجهاد ومداوة الجرحى.
5- خروجها للحج والعمرة.
6- خروجها لعرس ونحوه.
7- خروجها لتعلم دينها وما يلزمها.

• وانظر إلى الشروط والقيود التي وضعها الشرع الحكيم إذا ما أرادت المرأة الخروج إلى المسجد - ونقول إلى المسجد دور العبادة أطهر البقاع - ولكن إذا خرجت إلى المسجد "وهذا أمر مشروع" فهناك من الشروط والقيود التي وصفها الشارع لمنع الفتنة والاختلاط .
1- ألا تخرج متعطرة:
1. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن زينب زوجة عبد الله بن مسعود قالت: قال لنا رسول الله  : " إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا ".
2. وأخرج الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال :
" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات ".
• وقال الخطابي في معالم السنن: التفل سوء الرائحة يقال: امرأة تفلة إذا لم تتطيب.
• قال ابن دقيق العبد: فيه حرمة التطيب على مُريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعيه الرجال وشهوتهم وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا.
• وقال الحافظ: وكذلك الاختلاط بالرجال "أي ويحرم عليها أيضا الخلطة بالرجال".
3. واخرج الإمام مسلم من حديث زينب الثقفية أنها قالت : كان رسول الله يقول لنا:
" إذا شهدت إحداكن العشاء في المسجد فلا تتطيب هذه الليلة ولا تمس طيبا ".
وفي رواية أخري عند مسلم أيضا : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ".

• فإذا منعت المرأة من وضع العطر أثناء خروجها لأداء فريضة الصلاة اشرف العبادات في المسجد وهو اشرف البقاع ومع اشرف القلوب فمن باب أولى منعها في غير ذلك عند خروجها للعمل أو لقضاء حوائجها خارج المنزل ومن تلطخت بالعطر نذكرها بقول النبي  فيما أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح :
" إذا استعطرت المرأة فمرت علي القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا ".
- وفي رواية أحمد والنسائي بسند صحيح :
" أيما امرأة استعطرت فمرت علي قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ".

2- جعل باب خاص بالنساء للدخول والخروج منه:
1. فقد اخرج أبو داود في سننه عن نافع عن ابن عمر ( رضي الله عنهما ) أن رسول الله  بني مسجد جعل باب للنساء وقال:
" لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد ".
- وفي رواية هي عند أبي داود أيضا "باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال
" أن رسول الله  قال: (لو تركنا هذا الباب للنساء؟ "
قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.
2. وعند البخاري في التاريخ الكبير عن عمر عن النبي  قال:
" لا تدخلوا المسجد من باب النساء ".
ووجه الدلالة:
أن رسول الله منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولا وخروجا فإذا كان هذا في المسجد ففي غيره من باب أولي.

3- فإذا ما دخلت المسجد وصلت فلتكن في منأى عن الرجال حتى لا تري:
1. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبى هريرة أن النبي  قال:
" خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ".
ووجه الدلالة من الحديث علي منع الاختلاط
أن رسول الله  شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن الجماعة علي حده.
ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك.

• ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللاتي يشغله البال وربما أفسدت صلاته وأذهبت بالخشوع.
• فإذا كان في العبادة قد يحدث ففي غيرها أكبر وحاصل فمنع لذلك الاختلاط والحمد لله ففي هذا الزمان النساء بمنأى عن الرجال.
• فان الصلاة هي العروج الروحي للعبد فيلزمه أثناءها تمام الخشوع والتنصل من الشواغل وكل ما يصرفه عن هذا العروج الروحي من مفاتن وملذات الحياة.
• ووجود المرأة بجنب الرجل في الصلاة أعظم المفاتن وأخطر الشواغل ولهذا أمر الشرع بتأخر صفوف النساء تحقيقا للغاية المُرادة من الصلاة ومنعا للخطرات والشهوات أن تنبعث لتشغل المصلي وهو في أعظم المواطن فقد مر معنا في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة عن النبي الله  قال:
" خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها. و خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ".
 قال النووي (رحمه الله):
أما صفوف الرجال فهي علي عمومها فخيرها أولها أبدا وشرها آخرها أبدا، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال وإما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها. وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم...... ونحو ذلك. وذم أول صفوفهن لعكس ذلك أي لكونها قريبة من الرجال وفي ذلك من الفتن ما لا يخفي (شرح مسلم 4/159)
• بل ولو أجتمع أطفال ونساء يجعل النساء خلف الأطفال لان الأطفال ليسوا في الشعور الجنسي كالرجال وفتنة النساء لهم ضعيفة أو منعدمة.
- فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أنس رضي الله عنه - قال:
" صليت أنا ويتم في بيتنا خلف النبي  وأم سليم خلفنا ".
- فالمرأة لا يليق بها الاحتكاك بالرجال والدنو منهم ولو في دور العبادة لأنها تشوش عليهم وتفسد قلوبهم. فما بالك لو كان هذا الاختلاط في غير دور العبادة وفي أماكن اللهو والفجور.





4- فإذا قضيت الصلاة فليكن انصراف النساء قبل الرجال حتى لا يقع الاختلاط:
1. فقد أخرج البخاري عن أم سلمه - رضي الله عنها – قالت :
" كان رسول الله  إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ، ومكث النبي  في مكانه يسيرا ".

 قال ابن شهاب
فنرى- والله أعلم- لكي ينفذ من ينصرف من النساء قبل أن يدركهن من أنصرف من القوم - أي الرجال.
2. وفي راوية للبخاري عن أم سلمه أيضا :
" أن النساء في عهد رسول الله  كُنَّ إذا سلمن قمن وثبت رسول الله  ومن صلي من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله  قام الرجال ".
 قال الحافظ
وفي الحديث كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلا عن البيوت.
3. وروى أبو داود في سننه "باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة" ثم ساق حديث أم سلمه - رضي الله عنها ولكن بلفظ : " كان رسول الله  إذا سلم مكث قليلا "
وكانوا يرون أن ذلك كي ما ينفذ النساء قبل الرجال.
4. وفي راوية للبخاري عن أم سلمه أيضا قالت:
" كان يسلم فينصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله ".
5. وعند البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :
" شهدت الفطر مع النبي  وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم- يصلونها قبل الخطبة ثم يخطب بعد، خرج النبي  كأني انظر إليه حين ُيجَلِس بيده ثم اقبل يشقهم حتى جاء النساء).
- وفي رواية مسلم : " ُيجَلِس الرجال بيده وذلك كي لا يختلطوا بالنساء ".
- وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها قالت :
" كن نساء المؤمنات يشهدن مع الرسول الله  صلاة الفجر متلفقات بمروطهن ثم ينقلبن الي بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الناس ".
- وفي رواية: " فكان إذا سلم انصرفن ".
• والحديث ظاهر الدلالة وهو يدل على أنهن كن ينصرفن عقب السلام مباشرة.


6- فإذا انصرفت المرأة فعليها بحافة الطريق لا تمشي في وسطه منعا أيضا للاختلاط:
1. فقد أخرج أبو داود عن أبى أسيد - مالك بن ربيعه  أنه سمع رسول الله  يقول وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق :
" إستاخرن فليس لكن أن تحققن الطريق(1) عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به ".
2. ويؤيد هذا المعنى ما رواه ابن حبان من حديث أبي هريرة أن النبي  قال:
" ليس للنساء وسط الطريق ".
• فإذا كان النبي  منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدى إلى الافتنان ففي غير ذلك آكد.
• فانظر أخي الحبيب كيف كانت سنة المباعدة بين الرجال والنساء وهم في أشرف مكان وهو المسجد وأشرف عبادة وهي الصلاة وأشرف قلوب وهي قلوب الصحابة- وأشرف زمان - زمان النبي  فكيف بنا والاختلاط يكون في أماكن اللهو مع خراب الذمم وقلة التقوى ورقة الدين وانتشار الفساد .
منع الاختلاط في الحج :
بل أنظر في أفضل بقعة على وجه الأرض عند بيت الله الحرام وفي موسم الحج والذي قد يكون هناك اختلاط - وهذا أمر يصعب التحرز منه- إلا انك تجد العفيفات الطاهرات من السلف كن يحرصن على عدم الاختلاط.
1- فقد أخرج البخاري بسنده
" أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كانت تطوف محجوزا بينها وبين الرجال بثوب لا تخالطهم فقالت لها امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين - تعني نقبل الحجر الأسود - فقالت لها: عنك.... وأبت) حتى لا تخالط الرجال ".
- وفي رواية هي في البخاري في كتاب الحج :
" أن عائشة رضي الله عنها كانت تطوف حجرة – معتزلة- عن الرجال لا تخالطهم ".
- وأخرج البخاري ومسلم أيضا عن أم سلمه - رضي الله عنها - قالت:
" شكوت إلى رسول الله  أني اشتكي فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبه ".


____________________________________
(1) ومعنى تحققن الطريق : أي تذهبن في حافة الطريق وهو الوسط .

 قال النووي:
إنما أمرها  بالطواف من وراء الناس لشيئين أحدهما:
- أن سنة النساء في التباعد عن الرجال في الطواف.
- وكذلك ثبت عن خالد بن عبد الله القـْري عامل عبد الملك بن مروان على مكة:
(أنه كان يفرق بين الرجال والنساء في الطواف والسعي).
2- واخرج الشافعي في مسنده :
" انه دخلت على عائشة ( رضى الله عنها) مولاه لها فقالت لها يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا . فقالت لها عائشة- رضى الله عنها - لا آجرك الله لا آجرك الله تدافعين الرجال ؟ ألا كبرت ومررت ؟ "

3 - وذكر الحافظ في الفتح حديث وعزاة إلى الفاكهاني عن إبراهيم النخعى قال:
" نهي عمر أن يطوف الرجال مع النساء. قال: فرأى رجلا معهن فضربة بالدرة(1) ".
• وانظر كيف أن الله عز وجل لم يوجب على النساء الجمعة والجماعة والجهاد وجعل جهادهم لا شوكة فيه وهو الحج المبرور وكل ذلك حتى لا يحدث محك واختلاط بالرجال وتحدث الفتن والبلايا ويكثر الزنا والخنا والفجور وجعل الله أفضل أحوالهن القرار في البيوت وإذا أرادت أن تخرج لحاجة أو لطلب علم أن تخرج متسترة.
• وأنظر كيف أن الله عز وجل منع اختلاط الرجال بالنساء وهؤلاء هم الأطهار الذين جاءوا لعبادة الله الواحد القهار في أفضل البقاع وأطهارها المساجد فأذ كان ذلك كلك وهم أبعد ما يكون عن وسوسة الشيطان وأغوائه فالاختلاط في غير هذه الأماكن ومن غير هؤلاء الأفاضل أكثر.

تحذير المرأة من الخروج ومخالطة ومزاحمة الرجال :
- أخرج الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله  :
" المرأة عورة(2) فإذا خرجت استشرفها الشيطان ".
وفي رواية أخرى : " وأقرب ما تكون من ربها إذا هي في قعر بيتها ".
 قال المباركفورى شارح الترمذي في تحفه الأحوذي (2/208) :
قال في مجمع البحار: جعل الله المرأة نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحي منها كما يستحي من العورة إذا ظهرت.
_____________________________________
(1) الدرة: التي يضرب بها.
(2) والعورة: السوأة وكل ما يستحي منه إذا ظهر.
• وقيل إنها ذات عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان :أي زينها في نظر الرجال.
• وقيل نظر إليها - أي الشيطان - ليغويها أو يغوى بها والأصل في الاستشراف: رفع البصر للنظر في الشيء.
• والمعني أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ويغوى غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما من الفتنة.
 وقال المناوي في فتح القدير - شرح الجامع الصغير (6/266)
ومن هذا صفته فحقه أن يستر والمعني المتبادر أن المرأة مادامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها حباله وأعظم فخوخة.
• والرواية الثانية : تدل على أن المرأة بقدر ما تختفي عن الأعين وتقلل من الخروج ولا تخالط الرجال بقدر ما تكون أقرب إلى الله تعالي.
• وكما أخبر الشرع بأنها إذا خرجت استشرفها الشيطان أخبر أيضا بأنها - في خروجها - تقبل وتدبر في صورة شيطان.
- فقد أخرج الإمام مسلم من حديث جابر  :
" أن النبي  رأي امرأة، فدخل على زينب بنت جحش- رضي الله عنها- فقضي حاجته منها ثم خرج على أصحابه فقال لهم: أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان إذا أحدكم أعجبته امرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فان ذلك يرد ما في نفسه ".
• فان من عمل الشيطان وصفته الوسوسة والفتنة والحديث جعل المرأة كالشيطان فهذا يعني منع المرأة من الخروج لغير ضرورة .
 قال النووي:
قال العلماء معناه الإشارة إلى الهوى والدعوة إلى الفتنة بها لما جعله الله في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن وما يتعلق به. فهي شبيهة بالشيطان في دعوته إلى الشر بوسوسته وتزينيه له ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج بين الرجال إلا للضرورة وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها والإعراض عنها مطلقاً (شرح مسلم 9/178)
 وقال المناوي في فيض القدير (2/389)
يعني أن رؤيتها تثير الشهوة وتقيم الهمة فنسبتها للشيطان لكون الشهوة من جده وأسبابه فالمراد أنها تشبه الشيطان في دعائه إلى الشر ووسوسته وتزينه.



 قال الطيبى:
جعل صورة الشيطان ظرفا لإقبالها مبالغة على سبيل التجريد لان إقبالها داع للإنسان إلى إشراف النظر إليها، كالشيطان الداعي إلى الشر. وتدبر في صورة شيطان ، لان الطرف رائد القلب فيتعلق بها عند الإدبار أيضا متأمل الخصر والردف وما هنالك. وخص إقبالها وإدبارها مع كون رؤيتها من جميع جهاتها داعية إلى الفساد ، لأن الإضلال فيهما أكثر وقدم الإقبال لكونه أشد فسادا لحصول المواجهة .


إن كتاب الله يدمغهم وسنة نبيه تصفعهم .
• فالله يقول : (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم) ( الأحزاب53).
- وهم يقولون: لا بأس. ولا ضير.
• والله يقول : (ذلك أزكى لهم إنه خبير بما يصنعون) (النور 30)
- وهم يقولون : لا مانع ولا حرج
• والنبي  يقول :
" إن الشيطان يجرى من أبن آدم مجرى الدم من العروق ".
- وهم يقولون: لا خطر للشيطان ولا وجود للفتنة.
• والنبي  يقول :
" إياكم ومجالس الطريق إلا بحقها " - خوفا من التعرض إلى النساء.
- وهم يقولون : لا بأس بمجالس البيوت بين الرجال والنساء.
• والنبي  يقول :
" ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء " دون تقيد بين امرأة وأخري
- وهم يقولون : لا وجود للضرر بالجلوس مع النساء مادامت النية سليمة والقلب أبيض.
• كيف هذا والنبي يقول أنهم فتنة فكيف نجمع بين الفاتن والمفتون؟
- وتقول لا تخف أنا قلبي أبيض.
• والنبي  يقول كما عند مسلم :
" اتقوا الدنيا واتقوا النساء فأن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء "
- وهم يقولون المرأة نصف المجتمع ولا غناء عنها في العمل والإعلانات
• كيف يسلم لهم هذا والنبي أمر باتقاء النساء وهذا الأمر يقتضي الوجوب فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط.
• بعد كلام رب العالمين ورسوله الأمين فهذه طائفة من أقوال أهل العلم الطيبين عن الاختلاط.



1- قال الشافعي رحمه الله كما في الأم :
ولا أحب أن تدفن المرأة مع الرجل على حال وإن كان ضرورة ولا سبيل إلى غيرها كان الرجل أمامها وهي خلفه ويجعل بين الرجل والمرأة في القبر حاجز من تراب.
يا الله : هم في القبر أموات غير أحياء لا يشعر أحدهما بالآخر ولكن لا اختلاط ولا تلامس بينهما حاجز من تراب فما بال طلبة الجامعات يلصق فخذه بفخذ صديقته وهم أحياء تجري في عروقهم الشهوة ويطلب كل واحد منهما الآخر.

2- قال ابن القيم كما في الطرق الحكمية في السياسة الشرعية
إن رأى ولي الأمر أن يفسد على المرأة - إذا تجملت وتزينت وخرجت - ثيابها بالحبر ونحوه. فقد رخص في ذلك بعض الفقهاء و أصاب وهذا من ادني عقوبتهن المالية وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال والاختلاط بهم في الطريق.

3- قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالي في الفتاوى 15/297
لأن المرأة يجب أن تصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرجل ولهذا خصت بالاحتجاب وترك إبداء الزينة وترك التبرج فيجب في حقها الاستئثار باللباس والبيوت ما لا يجب في حق الرجل ولان ظهور النساء سبب الفتنة والرجال قوامون عليهن.
4- قال العلامة أحمد شاكر ( رحمه الله)
في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن أم سلمه رضي الله عنها قالت:
" يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث؟ فانزل الله عز وجل :
{ وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ".




 فقال أحمد شاكر رحمة الله عليه تعليقاً على هذا الحديث :
وهذا الحديث يرد على الكذابين المفترين في عصرنا الذين يحرصون علي أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين فيخرجون المرأة من خدرها وعن صونها وسترها الذي أمر الله به فيدخلونها في نظام الجند عارية الأذراع والأفخاذ بارزة المقدمة والمؤخرة متهتكة فاجرة يرمون بذلك في الحقيقة إلى الترفيه الملعون عن الجنود الشبان المحرومين من النساء في الجندية تشبها بفجور اليهود والإفرنج عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
5- قال الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في كتابه تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات:
أن أعداء الإسلام بل أعداء الإنسانية اليوم من الكفار والمنافقين الذين في قلوبهم مرض غاظهم ما نالته المرأة المسلمة من كرامة وعزه وصيانة في الإسلام لان أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين يريدون أن تكون المرأة أداة تدمير وشبك يصطادون بها ضعاف الإيمان وأصحاب الغرائز الجانحة بعد أن يُشبعوا منها شهواتهم المسعورة كما قال تعالي:
{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} (النساء 28 )
والذين في قلوبهم مرض من المسلمين يريدون من المرأة أن تكون سلعة رخيصة في معرض أصحاب الشهوات والنزعات الشيطانية سلعة مكشوفة أمام أعينهم يتمتعون بجمال منظرها أو يتوصلون منها إلى ما هو أقبح من ذلك.
ولذلك حرصوا على أن تخرج من بيتها لتشارك الرجال في أعمالهم جنبا إلى جنب أو لتخدم الرجال ممرضة في المستشفي أو مضيفة في طائرة أو مدرسة في فصول الدراسة المختلطة أو ممثلة في المسرح أو مغنية، أو مذيعة في وسائل الإعلام المختلفة سافرة فاتنة بصوتها وصورتها.
واتخذت المجلات الخليعة من صور الفتيات الفاتنات العاريات وسيلة لترويج مجلاتهم وتسويقها.
واتخذ بعض التجار وبعض المصانع من هذه الصور أيضا وسيلة لترويج بضائعهم حيث وضعوا هذه الصور في معروضاتهم ومنتجاتهم.
وبسبب هذه الإجراءات تخلت المرأة عن وظيفتها الحقيقة في البيت مما اضطر أزواجهن إلى جلب الخادمات الأجنبيات لتربية أولادهم وتنظيم شؤون بيوتهم مما سبب كثيرا من الفتن وجلب عظيما من الشرور .



6- قال ابن باز ردا على دعاه الإباحية وضرورة الاختلاط
وردا على مدير جامعة صنعاء عبد العزيز المقالح والذي كتب مقالة في جريدة السياسية بتاريخ 24/7/1404 والذي يدعوا إلى الاختلاط في التعليم ويستدل بان المسلمين في عهد الرسول  كان يؤدون الصلاة في مسجد واحد الرجال والنساء.
 فقال ابن باز رداً عليه:
مما لاشك فيه أن هذا الكلام فيه جناية عظيمة على الشريعة الإسلامية لان الشريعة لم تدع إلى الاختلاط بل منعته وشددت فيه فقد قال الله تعالي :
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } (الأحزاب 30 )
وقال تعالي : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } (الأحزاب 58 )
وقال تعالي:{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور )
وقال تعالي : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (الأحزاب53)
وغير ذلك من الآيات الكريمات والتي تدل على لزوم النساء لبيوتهن حذرا من الفتنة بهن الا من حاجة تدعوا إلى الخروج.
• وقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد عن النبي  :
" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ".
وعن مسلم من حديث أبى سعيد الخدري عن النبي  قال :
" إن الدنيا حلوه خضره وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الله واتقوا النساء فإن أول فتنه بنى إسرائيل كانت في النساء " .


ثم قال الشيخ ومعلوم أن جلوس الطالبة مع الطالب على كرسي الدراسة من أعظم أسباب الفتنه خصوصا مع ترك الحجاب. وكان النساء في عهد النبي لا يختلطن بالرجال لا في المساجد ولا في الأسواق بل كان النساء يصلين خلف الرجال وكان النبي يقول : (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها). وكان الرجال يؤمرون بالتريث في الانصراف حتى يمضى النساء ويخرجن من المسجد وكانت النساء لا تمشى في وسط الطريق . وكان النبي في يوم العيد يذهب إليهن بعد ما يعظ الرجال فيعظهم ويذكرهم لبعدهن عن سماع خطبته " فهذا كله ولا أشكال ولا حرج فيه وإنما الأشكال في قول مدير جامعه صنعاء هداه الله وأصلح قلبه وفقهه في الدين.
7- وأيضا قال ابن باز (رحمه الله) ردا على جريده الجزيرة الصادرة بتاريخ 15/4/1403 على بعض الكتاب الذين اقترحوا اختلاط الذكور والإناث في الدراسة بالمراحل الابتدائية .
 قال الشيخ لما يترتب على هذا الاقتراح من عواقب وخيمه :
رأيت التنبيه على ذلك فأقول أن الاختلاط وسيله لشر كثير وفساد كبير لا يجوز فعله وقد قال النبي  فيما أخرجه أبو داود عن حديث عبد الله بن عمرو ( رضي الله عنهما ) :
" مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " .
وإنما أمر  بالتفريق بينهم في المضاجع لان قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيله لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين البنات .
8- ويدل على ذلك السؤال الذي وجه لفصيله الشيخ ابن عثيميين (رحمة الله عليه)
حيث أرسل إليه شاب يقول له : إنه من أسرة غنية يدرس في مدرسه مختلطة مما ساعده على إقامة علاقات شائنة مع الجنس الآخر وقد غرق في المعاصي فماذا يفعل حتى يقلع عما هو فيه ؟ وهل له من توبة ؟ وما شروط التوبة ؟ فأخذ الشيخ يوجه كلامه إلى المسؤولين أن يحموا شعوبهم من أسباب الشر والفتنه وإن فتنه الاختلاط يمكن القضاء عليها بصدق النية والعزيمة الأكيدة على الإصلاح وذلك بإنشاء مدارس ومعاهد وكليات وجامعات تختص بالنساء ولا يشاركهم فيها الرجال وإذا كان النساء شقائق الرجال فلهم الحق في تعلم ما ينفعهن كما للرجال. لكن علينا أن يكون حقل تعليمهن في منأى عن حقل تعليم الرجال. فقد جاء في صحيح البخاري عن أبى سعيد الخدري  قال : "جاءت أمراه إلى رسول الله  فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فأجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا. فاجتمعن فأتاهن رسول الله  فعلمهن مما علمه الله وهو ظاهر إفراد النساء للتعليم في مكان خاص إذ لم يقل لهن ألا تحضرن مع الرجال".

9- ويقول الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم في عوده الحجاب:
إن الذين يتهاونون في الاختلاط الآثم بين النساء والرجال بدعوى أنهم ربو على الاستجابة لنداء الفضيلة ورعاية الخلق مثل قوم وضعوا كمية من البارود بجانب نار موقدة ثم ادعوا أن الانفجار لا يكون لان على البارود تحذيرا من الاشتغال والاحتراق إن هذا خيال بعيد عن الواقع ومغالطة للنفس وطبيعة الحياة وأحداثها. إن الذين ابتدعوا الاختلاط يعانون الآن من آثاره الوخيمة مما دعاهم إلى الدعوة لعدم الاختلاط.

شهادة أعداء الإسلام بخطر خروج المرأة من بيتها ومزاحمة الرجال في العمل:
1- قال اللورد بيرون
لو تفكرت أيها المطلع فيما كانت عليه المرأة في عهد القدماء اليونان لوجدتها في حالة مصطنعة مخالفة لطبيعتها ولرأيت معي وجوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسين غذائها وملبسها وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير.
2- وتقول الدكتورة إيدايلين
إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه
3- وقال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي
إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقا إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة .
وقال عضو أخر
أن الله عندما منح المرأة ميزة إنجاب الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال.
4- قال شوبنهور الألماني
اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة دون رقيب ثم قابلوني بعد عام لترو النتيجة ولا تنسوا أنكم ستنعون معي الفضيلة والعفة والأدب.




5- قال سامويل سمايلس الإنجليزي
إن النظام الذي يقض بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنة من الثروة للبلاد فأن نتيجتة كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه هاجم هيكل المنزل وقوض أركان الأسرة ومزق الروابط الاجتماعية فإنه سلب الزوجة من زوجها ويسلبها من الأولاد ومن الأقارب فلا نتيجة من خروجها إلا تسفيل الأخلاق إذ وظيفة المرأة الحقيقة هي القيام بالوجبات المنزلية من ترتيب المنزل وتربية الأولاد والعمل على راحة الزوج ولكن العمل يسلخها من كل هذه الواجبات فأضحت الأولاد تشب على عدم التربية وتلقى في زوايا الإهمال وطفئت المحبة الزوجية.
- ذكرت مجلة الوعي الإسلامي في عددها 78 مقالا للكاتبة والصحيفة الأمريكية - (هيلسيان ستاتبسري) والمقال بعنوان : (امنعوا الاختلاط وقيدوا حرية المرأة ) قالت فيه:
- إن المجتمع العربي مجتمع كامل وسليم ، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشباب في حدود المعقول.
- فعندكم تقاليد تحتم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا. لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية المرأة ، بل وارجعوا إلى عصر الحجاب.
- وتختم حديثها معلنة النهاية الطبيعة والحتمية لهذا الاختلاط وتلك الحرية فتقول:
لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعا معقدا مليئا بكل صور الإباحية والخلاعة.

تنبية:
وأعلم أخي الحبيب أن الأصل في الخلوة التحريم، وأما الأصل في اختلاط الرجال بالنساء الإباحة - لكن بالشروط المحددة التالية:
1- أن يكون هذا الاختلاط لضرورة وهذه الضرورة حتمية لابد منها.
2- أن يكون مع الحجاب الكامل للمرأة وستر العورة للرجل (الأحزاب 59).
3- ألا تكون المرأة متطيبة أو متزينة بزينة وتتكلم من وراء حجاب (النور31).
4- ألا يحصل في الاختلاط ملامسة الرجل للمرأة الأجنبية (النور30-31) لأن النظر إذا كان ممنوعا فالملامسة أولى.
5- ألا يحصل بين النساء والرجال الأجانب عنهن حديث فيه لين أو تكسر أو إثارة للشهوات (الأحزاب33) بل يقصر الكلام بينهم على الحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zraiga34.alafdal.net
الصديق




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 03/01/2010

الخلوة والإختلاط Empty
مُساهمةموضوع: متى نبدأ الدراسة في الجامعة أرجوك رد علي   الخلوة والإختلاط Icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 9:51 am

Cool Shocked Surprised Sad Smile sunny flower [justify][u][b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zraiga34.alafdal.net
 
الخلوة والإختلاط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عوين الزريقة :: الإسلامي :: قسم المرأة-
انتقل الى: