عوين الزريقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عوين الزريقة

منتدى اسلامي تعليمي مع برامج اسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فتوى الشيخ عبد الحميد بن باديس حول زيارة القبور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يعقوب الزريقي
Admin
يعقوب الزريقي


عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 33
الموقع : zraiga34.alafdal.net

فتوى الشيخ عبد الحميد بن باديس حول زيارة القبور Empty
مُساهمةموضوع: فتوى الشيخ عبد الحميد بن باديس حول زيارة القبور   فتوى الشيخ عبد الحميد بن باديس حول زيارة القبور Icon_minitimeالخميس أبريل 22, 2010 12:04 pm


زيارة القبور



جاءتنا المقالة التالية من العلامة الأستاذ صاحب الإمضاء جواب عن سؤال الفاضل "بيضاوي " الذي نشرناه في العدد السابق .
لا يخلو اليوم قطر من أقطار الإسلام في الغالب من ضريح أو أضرحة تزار وتشد إليها الرحل. فإذا تكلمنا في شانها فإننا نتكلم على عمومها لا اشتراكها كلها في الوصف الذي يوجب اشتراكها في الحكم : من العالم من يقف في باب التعبد عند النص الوارد والعمل والثابت ولا يتوسع فيه بوجه من وجوه الإلحاق فهؤلاء يقولون إن زيارة القبور إنما تكون لتذكر الموت والآخرة كما جاء في الحديث المشهور ،ن والسلام على الميت والدعاء له كما جاء قي خروج النبي صلى الله عليه وسلم لاهل البقيع وسلامه عليهم ودعائهم لهم ويرون إن زيارة القبور لانتفاع الحي بالميت بدعة لم ترد في نص ولم تثبت في عمل . ومن هؤلاء أبو محمد الجويني والقاضي حيسي والقاضي عياض والقاضي أبو بكر ابن العربي قال في كتاب القبس على الموطأ :" ولا يقصد الانتفاع بالميت فإنها بدعت وليست لأحد على وجه الأرض إلا لواحد وهو قبر نبينا صلى الله عليه وسلم " الانتفاع بالميت بدعة إلا في زيارة قبر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وقبور المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين " والإمام ابن التيمية الحنبلي وكلامه في هذه المسالة المشهور معروف حتى إن اكثر الناس لا ينسبون هذا القول إلا إليه، وإنما استثنى ابن العربي القبر الشريف للأحاديث الواردة فيه المرتقية بمجموعها إلى رتبة الحسن والصحيح، واستثنى الشارمساحي قبور الأنبياء بطريق القياس فكان ابن العربي أوقف منه مع الوارد، على انه لا يعرف قبر نبيا على اليقين ومن أهل العلم من يتوسع في باب التعبدات فيلحق النظير بالنظير إذا قوي عنه وجه الإلحاق فيرى هؤلاء أن اصل البركة والخير والنفع الموجود في القبر الشريف موجود في جميع القبور الصالحين على تفاوت فيه بحسب نقاوة المنازل والرتب فقال ترى القبور الصالح أهلها لتبارك ويسافر لرجال الصالح بعد مماته كما كان يسافر اله في حياته ومن اشهر من ذهب هذا المذهب الإمام الغزالي قال في الأحياء : " وإذا جاوز ذلك ( شد الرحال إلى قبور الأنبياء ، فقبور الأولياء والعلماء الصالحين في معانها فلا يبعد أن يكون ذلك من أغرض الرحلة كما أن زيارة العلماء في الحياة من المقاصد ) وقال في موضع آخر " وكل ما يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته".

وقال الإمام النووي : " والصحيح عند أصحابنا وهو الذي اختاره الإمام الحرمين والمحققون انه (الذهاب إلى قبور الصالحين) لا يحرم ولا يكره " وذهب ابن السبكي إلى زيارة التبرك والسفر إليها غير انه لم يعمم ثم اختلف كلامه فمرة قال :" ولا تشد الرحال في هذا القسم الى قبر أحد غير الأنبياء " ومرة قال :"فينبغ ان نخرج منه (بدعة السفر الانتفاع الحي بالميت) من يتحقق صلاحه كاعشرة المشهود لهم بالجنة وغيرهم "من كتابه (شفاء السقام) هذا كالتلخيص الأقوال في هذه المسالة ووجه النظر الخلاف فيها .

وأما الحديث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد فان تقديره لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى ثلاث مساجد فمعناه أن السفر إلى المساجد مقصور على هذه الثلاث. فالسفر إلى غير المسجد من الأشياء والأغراض غير الداخل في لفظ الحديث كمل ذكره النووي وبن السبكي والابي، وغيرهم. هذا الكلام الناس في الزيارة لأجل التبركة وأما الزيارة بقصد طلب قضاء الحاجات من الميت ودعاءه والتمسح بقبره وضرب الدفوف عند رأسه وسوق النذور إليه فان هذه كلها لم يفعلها أحد من السلف ولا أباحها من علماء الخلف . وكذلك التزامها في وقت مخصوص كما تلتزم الطاعات التي فرضها الشارع وجعل لها أوقاتا أن هذا ليس ممن يتسع له صدر الدين ولا مما كان في عهد السلف الصالحين ولاسيما مع التكلف الذي كثر من يرتكبه بالإلزام وبغير الإلزام ، ومع الجهل الذي لتبس صحابه القصد الحلال بالقصد الحرام فربما أفضى به جهله إلى ما يقول به عالم واوقعه – وهو يحسب نفسه في طاعة –في نشر المآتم ، فخير لمن يرد السلام بدينه أن يقتصر على المتفق عليه وحده أو مع إتيان المختلف فيه مع مبالغته في تحسين قصده وتمام تحريه

إلى هنا احسبني قد أديت واجب الأمانة في البيان، فان أصابت فهو من فضل الله وان أخطأت فهو مني ومن الشيطان وإما عملي في خاصة نفسي في هذا الباب فالله يعاملني فيه على حسب نيتي وقصدي والله عالم بقصد كل عامل ومجازيه عليه.

عبد الحميد بن باديس

الشهاب الأسبوعي : عدد 4 تاريخ 61 جمادى الأول 1344 هـ الموافق لـ 3 ديسمبر 1925 م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zraiga34.alafdal.net
 
فتوى الشيخ عبد الحميد بن باديس حول زيارة القبور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية »
» عبد الحميد بن باديس والعروبة
» كلمات خالدة للشيخ عبد الحميد بن باديس
» من قصائد الشيخ بن باديس رحمه الله
» رسالة إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ من الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عوين الزريقة :: الإسلامي :: علماء جزائريون-
انتقل الى: